ننقاش في هذا المقال ما الذي يفعله مرض كورونا بالرئة والجسم؟
يبدأ المرض عند دخول الفيروس عبر القصبة الهوائية ومرورا بكل الشعب الهوائية المتضيقة بإستمرار حتى وصوله للحويصلة التنفسية التي يتم عبرها تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الرئة و الشعيرات الدموية.
الحويصلة تحيط بها شبكة من الأوعية الدموية، ويتكون جدارها من نوعين من الخلايا، أحد النوعين (خلايا النوع الثاني AT 2) مسئول عن إفراز مادة تسمى Surfactant بالسطح الداخلي للحويصلة، وهذه المادة تحافظ على الفراغ الرقيق بداخل الحويصلة المهم جدا لعملية تبادل الغازات (بحيث لا ينكمش على نفسه).
الفيروس يصيب تحديدا هذا النوع الثاني من الخلايا ويقتلها في عملية تكاثره، ثم تخرج ملايين النسخ من كل خلية ميته مصابه لتغزو أخريات. هذا الأمر يؤدي لتنشيط خلايا المناعه الموضعية بالحويصلة بسبب تحسسها للمواد التي تسربت من الخلايا الميته كأجراس الانذار بالخطر (نواقل الالتهاب inflammatory mediators).
خلايا المناعة هذه بدورها تقوم بمهاجمة الخلايا المصابة وقتلها ، وفي نفس الوقت تنتج موادا كيميائية تتسرب عبر الاوعية الدموية لكامل الجسم بحيث تجند خلايا مناعية أخرى من أنواع مختلفة وتزيد من تخلخل شبكة الشعيرات الدموية المحيطة بالحويصلة لتسمح بمرور الخلايا المناعية والسوائل من الدم لداخل الحويصلة.
كل هذة العملية قد تؤدي للقضاء على الفيروس وبدء إستعادة وظيفة الحويصلة، لكن في الأغلب ستؤدي المعركة لضرر بالغ بالحويصلة التي ستنكمش وتمتليء بالخلايا الالتهابية الميته والسوائل مما سيفقدها وظيفتها التنفسية؛ فإن أصيبت مناطق واسعه من الرئة بنفس الوقت سيسبب هذا ضيق التنفس والسعال المنتج للبلغم والحمى (بسبب تأثير مواد الالتهاب التي تسربت للدم على الدماغ الذي ينظم درجة حرارة الجسم)
أخيرا فإن أسباب الوفاة تتلخص في الضرر الموضعي للرئة بما يفوق قدرتها على توفير الأكسجين والتخلص من فضلات الغازات بالجسم، أو دخول البكتريا للرئة وتكاثرها ثم تسربها للجسم عبر جدار الحويصلة المتضرر بحيث تسبب إنتانا عاما sepsis قاتلا، أو هبوط الدورة الدموية الحاد المؤدي لفشل الأعضاء الاخرى الحيوية بسبب تسرب مواد الالتهاب المناعي بكميات كبيرة للدم cytokine storm
المقال كتب بواسطة :
Mohammed Qurashi Abbas
